أحمد الشيخ علي يكتب (( أخط كتاب عمري ))

أخط كتاب عمري!!

لأنْبلِ غايةٍ كان اعتكافي
 وحِرماني .. وبذلي .. واصطفافي

وكانتْ حاجتي لله .. دوماً
 وبعضُ تعفُّفُ الموتى .. عفافي

فكم أمّلتُ مُعتلِّي .. وضنّت
 على استرحامه كلُّ المشافي

وكم أحيا على كفِّ المنايا
 وكم آجالُها تُدني قطافي

وكم ساءلْتُ والدنيا أَصمّتْ
 وكم أصْغتْ لموْتورٍ  مُجاف

وما ضمّتْ غواليها رؤوم
 كما ضمّت سواقيها ضفافي

متى يا ليلُ تأتيني بفجري
 وتكفيني ظلاماتُ الكفاف

فلو أكلي وشُربي جُلَّ همّي
 لما أسرفْتُ في الكدْح الإضافي

ولكنِّي طَموحٌ من طموحٍ
 وفَرعي مُثمرٌ من جَذْر صاف

تتوقُ النّفسُ والأيامُ تجري
 على عاصي الهوى شَطرَ التّجافي

ومن يدري .. أألقى بعد نأيٍ
 بصحرائي .. على شُحّ الفيافي ..؟

أَبَتْ إلا النّضال عليَّ نفسي
 إباء الحقِّ للوهم الخرافي

ويعبُر حيثما عِلْمٌ .. ودينٌ
 ومفْطورٌ على النّهج الثقافي

وكم من كعبةٍ طافوا عليها
 لأوْطارٍ .. ولم تُغري طوافي

هي الأعمارُ في خُسْرٍ
 وإنّي .. لأستسقي لأيامي العِجاف

إذا جمع الزّمانُ .. جمعْتُ منّي
 ولن يحظى بعهدي .. واعترافي

فمن عُسرِ المخاضِ المُرِّ .. يُسرْي
 كما التِّرياقِ من سُمّ زعاف

بأقلامي ؛ أخُطُّ كتاب عُمري
 وليس بغيرها .. نَظْمُ القوافي ..!

أحمد الشيخ علي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ياسر مهدي عمر

شعبان البدرماني